فصل: الحديث الخامس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 الحديث الخامس

روى الصحابة - تحروا وصلوا، ولم ينكر عليهم رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ،

قلت‏:‏ روي من حديث عامر بن ربيعة‏.‏ ومن حديث جابر،

- فحديث عامر بن ربيعة أخرجه الترمذي وابن ماجه ‏[‏في ‏"‏الصلاة - في باب الرجل يصلي لغير القبلة في الغيم‏"‏ ص 46، وابن ماجه في ‏"‏باب من يصلي لغير القبلة، وهو لا يعلم‏"‏ ص 73، واللفظ له، والدارقطني‏:‏ ص 101‏]‏ عن أشعث بن سعيد السمان عن عاصم بن عبيد اللّه عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة عن أبيه عامر بن ربيعة، قال‏:‏ كنا مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في سفر، زاد الترمذي‏:‏ في ليلة مظلمة، قال‏:‏ فتغيمت السماء وأشكلت علينا القبلة، فصلينا، وأعلمنا، فلما طلعت الشمس إذا نحن صلينا لغير القبلة، فذكرنا ذلك للنبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فأنزل اللّه ‏{‏فأينما تولوا فَثمَّ وجه اللّه‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 115‏]‏‏.‏ الآية، انتهى‏.‏ قال الترمذي‏:‏ هذا حديث ليس إسناده بذاك، ولا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان، وهو يضعف في الحديث، انتهى‏.‏ ورواه أبو داود الطيالسي في ‏"‏مسنده‏"‏ وزاد فيه، فقال‏:‏ قد مضت صلاتكم وأنزل اللّه الآية، قال ابن القطان في ‏"‏كتابه‏"‏‏:‏ الحديث معلول بأشعث‏.‏ وعاصم، فأشعث مضطرب الحديث ينكر عليه أحاديث‏.‏ وأشعث السمان سيء الحفظ، يروي المنكرات عن الثقات، وقال فيه عمرو بن علي‏:‏ متروك، انتهى كلامه‏.‏

- وأما حديث جابر، فله ثلاثة طرق‏:‏ أحدها عند الحاكم في ‏"‏المستدرك ‏[‏المستدرك‏"‏ 206 والدارقطني‏:‏ ص 101‏.‏‏]‏‏"‏ عن محمد بن سالم عن عطاء بن أبي رباح عن جابر، قال‏:‏ كنا مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في مسير، فأظل لنا غيم، فتحيرنا فاختلفنا في القبلة، فصلى كل واحد منا على حدة، فجعل كل واحد منا يخط بين يديه ليعلم مكانه، فذكرنا للنبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فلم يأمرنا بالإعادة، وقال لنا‏:‏ ‏"‏قد أجزأت صلاتكم‏"‏، انتهى‏.‏ قال الحاكم‏:‏ هذا حديث صحيح برواته كلهم غير محمد بن سالم، فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح، وقد تأملت ‏"‏كتابي الشيخين‏"‏ فلم يخرجا في هذا الباب شيئًا، قال الذهبي في ‏"‏مختصره‏"‏‏:‏ محمد بن سالم يكنى أبا سهيل، وهو واهٍ، انتهى‏.‏ ورواه الدارقطني، ثم البيهقي في ‏"‏سننهما‏"‏، وقال‏:‏ محمد بن سالم ضعيف، انتهى‏.‏

الطريق الثاني‏:‏ أخرجه الدارقطني، ثم البيهقي، عن أحمد بن عبيد اللّه بن الحسن العنبري، قال‏:‏ وجدت في ‏"‏كتاب أبي‏"‏ ثنا عبد الملك العرزمي ‏[‏بفتح العين‏"‏ وسكون الراء المهملة، وفتح الزاء المعجمة بعدها‏"‏ ‏"‏تقريب‏"‏‏.‏‏]‏ عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد اللّه، قال‏:‏ بعث رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ سرية كنت فيها، فأصابتنا ظلمة، فلم نعرف القبلة، فصلوا، وخطوا خطوطًا، فلما أصبحوا، وطلعت الشمس أصبحت تلك الخطوط لغير القبلة، فلما قفلنا من سفرنا سألنا النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ عن ذلك فسكت، فأنزل اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏ولله المشرق والمغرب‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 115‏]‏‏.‏ الآية، ثم أخرج الدارقطني عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، قال‏:‏ إنها نزلت في التطوع خاصة‏:‏ حيث توجه بك بعيرك، انتهى‏.‏ قال ابن القطان في ‏"‏كتابه‏"‏‏:‏ وعله هذا الانقطاع فيما بين أحمد بن عبيد اللّه وأبيه، والجهل بحال أحمد المذكور، وما مس به أيضًا عبيد اللّه بن الحسن العنبري من المذهب على ما ذكره ابن أبي خثيمة‏.‏ وغيره، انتهى‏.‏

الطريق الثالث ‏[‏أخرجه البيهقي في ‏"‏سننه‏"‏ ص 11 - ج 2‏.‏‏]‏ عن محمد بن عبيد اللّه العرزمي عن عطاء عن جابر نحوه، قال البيهقي‏:‏ وبالجملة فلا نعلم لهذا الحديث إسنادًا صحيحًا، وذلك لأن عاصم عن عبيد اللّه بن عمر العمري‏.‏ ومحمد بن عبيد اللّه العرزمي‏.‏ ومحمد بن سالم كلهم ضعفاء، والطريق إلى عبد الملك العرزمي غير واضح، لما فيه من الوجادة وغيرها، انتهى‏.‏ وقال ابن الفطان في ‏"‏كتابه‏"‏‏:‏ محمد بن عبيد اللّه العرزمي‏.‏ ومحمد ابن سالم ضعيفان، وهما حديثان مختلفان يرويهما جابر‏:‏ أحدهما‏:‏ كان في غزوة كان فيها رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏.‏ والآخر‏:‏ سرية بعثها رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وعلة أحدهما غير علة الآخر، قال‏:‏ وأخطأ أبو محمد عبد الحق حيث جعلهما حديثًا واحدًا، قال‏:‏ ويمكن الجمع بين الروايتين لو صحتا، بأن السرية كانت جريدة جردها رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ من العسكر، فمر فيها جابر، واعتراهم ما ذكر، ولما قفلوا منها إلى عسكر النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ سألوه، أو تكون الجريدة لم تجتمع مع النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إلا في المدينة، حتى يكون قوله‏:‏ كنا مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وقوله‏:‏ بعث رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ سرية صادقين، انتهى كلامه‏.‏ وقال العقيلي في ‏"‏كتابه‏"‏‏:‏ هذا حديث لا يروى من وجه يثبت، انتهى‏.‏

- الحديث السادس‏:‏ روي أن أهل قباء لما سمعوا بتحول القبلة

- استداروا كهيئتهم، واستحسنه النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ،

قلت‏:‏ أخرجه البخاري ومسلم ‏[‏في ‏"‏باب ما جاء في القبلة‏"‏ ص 58، ومسلم في المساجد - في باب تحويل القبلة‏"‏ ص 200‏]‏ عن مالك عن عبد اللّه بن دينار عن عبد اللّه بن عمر، قال‏:‏ بينما الناس في صلاة الصبح بقباء إذ جاءهم آت، فقال‏:‏ إن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قد أنزل عليه الليلة، وقد أمر أن يستقبل القبلة، فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة، انتهى‏.‏ وأخرجا ‏[‏مسلم في ‏"‏باب تحويل القبلة‏"‏ ص 200، واللفظ له، والبخاري في ‏"‏باب التوجه نحو القبلة‏"‏ ص 57‏]‏ أيضًا عن البراء بن عازب، قال‏:‏ صليت مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا حتى نزلت ‏{‏وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 144‏]‏‏.‏ فنزلت بعد ما صلى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فانطلق رجل من القوم فمر بناس من الأنصار وهم يصلون، فحدثهم بالحديث، فولوا وجوههم قبل البيت، انتهى‏.‏ وفي لفظ لهما‏:‏ ستة عشر شهرًا، وسبعة عشر شهرًا، وأخرج مسلم ‏[‏مسلم في ‏"‏باب تحويل القبلة‏"‏ ص 200‏]‏ عن أنس أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان يصلي نحو بيت المقدس، فنزلت ‏{‏قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام‏}‏ [البقرة: 144] فمر رجل من بني سلمة، وهم ركوع في صلاة الفجر، وقد صلوا ركعة، فنادى‏:‏ ألا إن القبلة قد حولت، فمالوا كما هم نحو القبلة، انتهى‏.‏ انفرد به مسلم، وأخرج البخاري ‏[‏في ‏"‏الإيمان - في باب الصلاة من الإيمان‏"‏ ص 10، وابن سعد في ‏"‏طبقاته‏"‏ ص 5 - ج 2‏.‏‏]‏ عن أبي إسحاق عن البراء، قال‏:‏ كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يصلي نحو بيت المقدس ستة عشر، أو سبعة عشر شهرًا، وكان عليه السلام يعجبه أن يكون قبلته قبلَ البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه، فمر على أهل مسجد وهم ركوع، فقال‏:‏ أشهد باللّه لقد صليت مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قِبلَ مكة، فداروا كما هم، قِبلَ البيت، مختصر، وفي لفظ آخر ‏[‏في لفظ آخر للبخاري في ‏"‏أخبار الآحاد‏"‏ ص 1077‏.‏‏]‏ فانحرفوا وهم ركوع في صلاة العصر، انفرد البخاري في ‏"‏كتاب الإيمان - في باب الإيمان من الصلاة‏"‏، وروى ابن سعد في ‏"‏الطبقات‏"‏، أخبرنا محمد بن عمر - هو الواقدي - ثنا عمر بن صالح عن صالح مولى التوءَمة، قال‏:‏ سمعت محمد بن عبد اللّه بن سعد يقول‏:‏ صليت القبلتين مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فصرفت القبلة إلى بالبيت، ونحن في صلاة الظهر، فاستدار رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، واستدرنا معه، انتهى‏.‏